اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

305 ــ باب تحريم تصوير الحيوان في بسَاط أو حجر أو ثوب أو درهم أو مخدَّة أو دينار أو وسادة وغير ذلك، وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وسترٍ وعمامة وثوب ونحوها، والأمر بإتلاف الصور

1/1678 ــ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقتُمْ». متفقٌ عليه.

هداية الحديث:

1) تحريم التصوير اليدوي والنحت لذوات الأرواح، لورود الوعيد لفاعل التصوير.

2) الترهيب من عذاب الله _عز وجل_ للمصوِّرين بأن يأمرهم ــ أمر تعجيز ــ أن يُحْيُوا هذه التصاوير التي صوروها.

2/1679 ــ وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَرتُ سَهْوَةً لي بِقِرَامِ فِيهِ تَماثِيلُ، فَلَمَّا رآهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم تَلَوَّنَ وَجْهُهُ، وَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَشَدُّ النَّاسِ عَذَاباً عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ الله» قالَتْ: فَقَطَعْنَاهُ، فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ. متفق عليه.

«القِرَامُ» بكسْرِ القَافِ، هُوَ: السِّتْرُ. «وَالسَّهْوَةُ» بِفَتْحِ السِّينِ المُهْمَلَةِ وَهِيَ:الصُّفَّةُ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ الْبَيْتِ. وَقيلَ: هِيَ الطَّاقُ النَّافِذُ في الحَائِطِ.

غريب الحديث:

تماثيل: صور.

يضاهون: يشبّهون ما يصنعونه بما صنع الله.

هداية الحديث:

1) إن إظهار التصاوير في البيوت حرام، لورود الوعيد فيها.

2) بيان الوعيد الشديد المترتب علىٰ المصوِّرين، كما سيأتي في حديث ابن عباس.

3/1680 ــ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُولُ: «كُلُّ مُصَوِّرٍ في النَّارِ، يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسٌ، فَيُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ» قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلاً فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لا رُوحَ فِيهِ. متفقٌ عليه.

هداية الحديث:

1) بيان شدة وعيد مصوّري ذوات الأرواح، فهم يُعذَّبون بسبب صورهم في النار.

2) جواز تصوير ما لا روح فيه، كالشجر والجبال والأنهار وغيرها.

4/1681 ــ وَعَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ صوَّرَ صُورَةً في الدُّنْيا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فيها الرُّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَيْسَ بِنَافخٍ». متفقٌ عليه.

هداية الحديث:

1) الترهيب من تصوير أو نحت ذوات الروح.

2) الجزاء من جنس العمل؛ فمن ذهب يشابه خلق الله تعالىٰ عاقبه الله يوم القيامة بأن يُعذَّب بما صوَّره.

5/1682 ــ وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ». متفقٌ عليه.

هداية الحديث:

1) تحريم التصوير، فهو من كبائر الذنوب المتوعَّد صاحبها بالعذاب الشديد.

2) ورود الوعيد الشديد علىٰ الذنب دليل على أنه من كبائر الذنوب، فيجب علىٰ المسلم الابتعاد عنه.

6/1683 ــ وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قَالَ اللهُ تَعَالىٰ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً». متفق عليه.

هداية الحديث:

1) بيان قبح عمل المصوِّرين، لأنه فيه مشابهة لخلق الله، مع ثبوت العجز لديهم فكيف يتجرأ المخلوق العاجز الضعيف علىٰ صنعة الخالق القادر القوي؟!

2) الواجب علىٰ العبد التحقق بمقام العبودية لله تعالىٰ، ومن ذلك: عدم التجرؤ علىٰ حق الله تعالىٰ الذي اختص به في الخلق.

7/1684 ــ وعن أبي طلحةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لا تدخُلُ الملائكَةُ بيتاً فيه كلبٌ ولا صُورةٌ». متفقٌ عليه.

8/1685 ــ وعنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: وَعَدَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَرَاثَ عَلَيْهِ حَتَّىٰ اشْتَدَّ عَلىٰ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ فَلَقِيَهُ جبْرِيلُ، فَشَكَا إلَيْهِ، فَقَالَ: «إنَّا لاَ نَدْخُلُ بَيْتاً فِيه كَلْبٌ وَلا صُورةٌ». رواه البخاري.

«رَاثَ»: أَبْطَأَ، وهو بالثاءِ المثلثةِ.

9/1686 ــ وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم جِبْرِيلُ –عليه السلام_ في سَاعَةٍ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلم يَأْتِهِ! قَالَتْ: وَكَانَ بِيَدِهِ عَصاً، فَطَرَحَهَا مِنْ يَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «مَا يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ وَلا رُسُلُهُ» ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإذا جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَقَالَ: «مَتَىٰ دَخَلَ هذَا الْكَلْبُ؟»، فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا دَرَيْتُ بِهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ –عليه السلام_، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وَعَدْتَني، فَجَلَسْتُ لَكَ وَلَمْ تَأْتِني»، فقَالَ: «مَنَعَني الْكَلْبُ الذي كانَ في بَيْتِكَ، إنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتاً فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ». رواه مسلم.

هداية الأحاديث:

1) البيت الذي فيه كلب أو صورة لا تدخله الملائكة، فيُحرَم أهله من استغفار الملائكة والدعاء لهم بالرحمة.

2) تحريم تعليق الصور علىٰ الجدران، وهذا مما شاع كثيراً في بيوت أهل الإسلام!.

10/1687 ــ وَعَنْ أَبي الهَيَّاجِ حَيَّانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ لي عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ رضي الله عنه: أَلا أَبْعَثُكَ عَلىٰ مَا بَعَثَني عَلَيْهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ لا تَدَعَ صُورَةً إلَّا طَمَسْتَهَا، وَلا قَبْراً مُشْرِفاً إلَّا سَوَّيْتَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

غريب الحديث:

طمسْتها: أزلْتَها وغيّرت معالمها.

سوّيته: جعلته مستوياً مع الأرض.

هداية الحديث:

1) علىٰ من شاهد صورة محرمة أن يطمسها، وأن ينكر علىٰ من وضعها بحسب القدرة علىٰ ذلك.

2) حرص الصحابة رضي الله عنهم علىٰ تطبيق سُنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبليغها مَن وراءهم بأمانة وصدق، وهذا شأن أبناء هذه الأمة المباركة؛ يُبلِّغ بعضُهم بعضَاً سُنّة نبيّهم صلى الله عليه وسلم.

تنـبيه:

ذُكر تفصيل حكم التصوير تحت حديث /650/ ص438.