1/1795 ــ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الَّذِي يَشْرَبُ في آنِيَةِ الْفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ». متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رِوَايَةٍ لِمُسْلمٍ: «إنَّ الَّذِي يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ في آنِيَةِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ».
2/1796 ــ وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قالَ: إنَّ النَّبِيَّ نَهَانَا عَنِ الحَرِيرِ، وَالدِّيبَاجِ، وَالشُّرْبِ في آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وقال: «هُنَّ لَهُمْ في الدُّنْيَا، وَهِيَ لَكُمْ في الآخرة». متَّفقٌ عَلَيْهِ.
وفي روايةٍ في الصّحِيحَيْنِ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تَلْبِسُوا الحَرِيرَ وَلا الدِّيبَاجَ، وَلاَ تَشْرَبُوا في آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلا تَأْكُلُوا في صِحَافِهَا».
3/1797 ــ وَعَنْ أَنسِ بنِ سِيْرِينَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه عِنْدَ نَفَرٍ مِنَ المَجُوسِ، فَجِيءَ بِفَالُوذَجٍ عَلىٰ إنَاءٍ مِنْ فِضَّة، فَلَمْ يَأْكُلْهُ، فَقِيلَ لَهُ: حَوِّلْهُ، فَحَوَّلَهُ عَلىٰ إناءٍ مِنْ خَلَنجٍ، وَجِيءَ بِهِ فَأَكَلَهُ. رواه البيهقي بإسْنادٍ حَسَنٍ.
«الخَلَنْجُ»: الجَفْنَةُ.
يجرجر: يجرّ ويسحب.
الديباج: نوع من الثياب الفاخرة.
فالوذج: نوع من الحلوىٰ.
صحافها: الصحاف جمع صَحْفَة، إناء كبير.
خلنج: شجر تُتخذ الأواني من خشبه، وقد فسرها المصنف بقوله: «الجفنة»، وهي من الأوعية.
1) إن الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة من كبائر الذنوب، فهي للكفار في الدنيا، ولأهل الإيمان في الآخرة، جزاء امتثالهم أمر نبيِّهم صلى الله عليه وسلم.
2) علىٰ المسلم إذا علم حكماً شرعياً أن ينقاد لامتثاله، ويُعَوِّد نفسه علىٰ الاستسلام لأمر الله تعالىٰ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا من دلائل صدق إيمانه.
ذكر العلامة ابن قيم الجوزية فائدة حول الحكمة في نهي الشريعة عن الشرب بآنية الذهب والفضة، فقال ــ رحمه الله تعالىٰ ــ في (زاد المعاد في هدي خير العباد):
«فقيل: علة التحريم؛ تضييق النقود، ... وقيل: العلة الفخر والخيلاء. وقيل: العلة كسر قلوب الفقراء والمساكين، وهذه العلل فيها ما فيها... والصواب أن العلة ــ والله أعلم ــ ما يكسب استعمالُها القلبَ من الهيئة والحالة المنافية للعبودية منافاة ظاهرة، ولهذا علل النبي صلى الله عليه وسلم بأنها للكفار في الدنيا إذ ليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الآخرة نعيمها، فلا يصلح استعمالُها لعبيد الله في الدنيا، وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته، ورضي بالدنيا وعاجلها من الآخرة». انتهى مختصراً.
فتأمل أخي في طريقة عالمِ التوحيد والسنة، كيف ربط بين التوحيد والفقه، والأمر والشرع، والظاهر والباطن، ولكن هذا الفهم للنصوص الشرعية لا يوفق له إلا من كان على منهج: (ما أنا عليه وأصحابي). جعلنا الله من أتباعه وأنصاره.