قال الله تعالىٰ: {إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا} [الأحزاب: 33] ، وقال تعالىٰ: {ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} [الحج: 32].
1) آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هم قرابته المؤمنون، وزوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته الذين لهم حق القربىٰ.
2) أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم لهم حقان: حق الإيمان، وحق القرابة، فنعظّمهم، ونحفظ لهم هذا الحق، دون غلو وعصبية كما يقع من بعض الطوائف المبتدعة، الذين غلوا في بعض الأئمة بما يخالف أصول الشريعة.
1/346 ــ وعن يَزِيدَ بنِ حَبَّانَ قال: انْطَلَقْتُ أَنا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وعَمْرُو بْن مُسْلِمٍ إلىٰ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنهم، فَلَمَّا جَلَسْنَا إلَيْهِ قال له حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْراً كَثيراً، رَأَيْتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: يَا بْنَ أَخِي، وَاللهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسيتُ بَعْضَ الَّذي كُنْتُ أَعِي مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَمَا حَدَّثْتكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لا فَلا تكَلِّفُونِيهِ، ثُمَّ قال: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْماً فِينَا خَطِيباً بِمَاءٍ يُدْعَىٰ خُمّاً بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنىٰ عَلَيْه، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ: أَلا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإنَّمَا أنا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ رَبيِّ فَأُجِيبَ، وَأنا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ؛ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ الله، فِيهِ الهُدىٰ وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ الله، وَاسْتَمْسِكُوا بِه». فَحَثَّ عَلىٰ كِتَابِ الله، وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهْلِ بَيْتي، أُذَكِّرُكُمْ اللهَ في أَهْلِ بَيْتي»، فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَليْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلكِنْ أَهْلُ بَيتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ، قَالَ: وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلِ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُلُّ هؤُلاءِ حُرِمَ الصدَقَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. رواه مسلم.
وفي روايةٍ: «أَلا وَإنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْن: أَحَدُهُمَا كِتَابُ الله، وَهُوَ حَبْلُ الله، مَنِ اتَّبَعَه كَانَ عَلىٰ الهُدَى، وَمَنْ تَرَكَهُ كَانَ عَلىٰ ضَلاَلَةٍ».
2/347 ــ وعَنِ ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه مَوْقُوفاً عَلَيْهِ أَنّهُ قَالَ: ارْقُبُوا مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم في أَهْلِ بَيْتِهِ. رواه البخاري.
مَعْنَى: «ارْقُبُوا» رَاعُوهُ وَاحْتَرِمُوهُ وَأَكْرِمُوهُ، والله أعلم.
أعي: أحفظ.
ثقلين: كل شيء عظيم نفيس، وسمّاهما ثقلين: إعظاماً لحقها، وتفخيماً لشأنهما.
1) وجوب التمسك بكتاب الله، ففيه الهدىٰ والنور، فالهداية التامة، والنور التام، متوقفان علىٰ العلم والعمل بكتاب الله تعالىٰ.
2) الوصية بآل بيت النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بأن نعرف لهم حقهم ونرعاه، فلهم حق زائد علىٰ حقوق غيرهم من سائر الأمة.
3) آل بيته صلى الله عليه وسلم لهم خصائص ليست لغيرهم، ولهم كرامة وشرف وسيادة، بما يناسب منزلتهم، فلا تحل لهم الصدقة ولا الزكاة الواجبة؛ لأنها أوساخ الناس، فهم أشرف وأعلىٰ من أن تحل لهم الصدقة.
4) إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ــ وهنَّ نساء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ــ من أهل بيته، ومن زعم غير ذلك فهو ضال منحرف عن طريق السُّنَّـة والجماعة.