قال الله تعالىٰ: { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱستَغنَىٰ * وَكَذَّبَ بِٱلحُسنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلعُسرَىٰ * وَمَا يُغنِي عَنهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ} [الليل: 8 ــ11]، وقَال تعالىٰ: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ} [التغابن: 16].
البخل: هو منع ما يجب أو يستحب بذله.
الشح: هو الطمع فيما ليس موجوداً، وهو أشد من البخل، وكلاهما خُلقان ذميمان.
1) أصل الفلاح وعنوانه أن يتخلص العبد من الشح.
2) البخل والإعراض سبب في شقاء العبد وبعده عن الحسنىٰ.
فتقدمت جملة منها في الباب السابق.
1/563ــ وعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، واتَقُوا الشُّحَّ؛ فَإنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُم علىٰ أن سَفَكُوا دِمَاءهم، واستَحَلُّوا مَحَارِمَهُم». رواه مسلم.
1) الظلم من كبائر الذنوب؛ لأن صاحبه مُتوَعد بالعذاب يوم القيامة.
2) الحذر من الشح؛ فهو سبب في هلاك من كان قبلنا، وقد نُهي المؤمنون عن التشبه بالقوم المعذبين.
الظلم ظلمان:
1) ظلم العبد نفسه، وهو نوعان:
أ ــ ظلم بالإشراك بالله _عز وجل_، وهو ظلم عظيم {إِنَّ ٱلشِّركَ لَظُلمٌ عَظِيمٞ}.
ب ــ ظلم بارتكابه المعاصي والذنوب، وهو دون الشرك.
2) ظلم العبد غيره، وهو نوعان أيضاً:
أ ــ ظلمهم بترك الواجب لهم من أداء الحقوق الواجبة والمستحبة، كترك وفاء الديون والوعود.
ب ــ ظلمهم بالعدوان عليهم بأخذ حقوقهم وانتهاك حرماتهم، كالغيبة والسرقة وغيرها.