اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

79 ــ باب الوالي العادل

قال الله تعالىٰ: {إِنَّ ٱللَّهَ يَأمُرُ بِٱلعَدلِ وَٱلإِحسَٰنِ} [النحل: 90]، وقال تعالىٰ: {وَأَقسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلمُقسِطِينَ} [الحجرات: 9].

هداية الآيات:

1) العدل واجب، والإحسان فضل وزيادة، ومن العدل الواجب أن نُعطي كلّ ذي حقّ حقّه.

2) حثّ الولاة علىٰ القيام بالقسط، فبالعدل قامت السماوات والأرض.

1/659 ــ وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَومَ لاَ ظِلَّ إلَّا ظِلّه: إمَامٌ عَادِلٌ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ الله تَعَالَىٰ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في الله، اجتَمَعا عليهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، ورجُلٌ دَعَتْهُ امرَأَةٌ ذَاتُ مَنصِبٍ وجَمَالٍ، فَقَالَ: إنِّي أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا، حَتَّىٰ لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». متفقٌ عليه.

هداية الحديث:

1) أعظم العدل أن يحكم الإمام بشريعة الله تعالىٰ في الأرض.

2) عظم شأن الإمام العادل، ولذلك بُدِئ به في الحديث.

فائدة:

ظِلُّ الله: هو ظل عرشه لورود رواية للحديث: «سبعة يظلهم الله في ظل عرشه...» رواه أحمد، والروايات النبوية يفسر بعضها بعضاً، فما أُجمل في موضع بُيِّن في آخر.

2/660 ــ وعن عبدِ الله بنِ عمرِو بنِ العاص رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ الله عَلىٰ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ: الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا». رواه مسلم.

غريب الحديث:

وما وَلُوا: ما جُعل تحت سلطانهم وتصرُّفهم.

هداية الحديث:

1) بيان الأجر العظيم، للمقسطين في أحكامهم وأهليهم، وولايتهم الخاصة أو العامة.

2) الجزاء من جنس العمل؛ فلما كان العدل نوراً في الدنيا، جازىٰ الله أهله بالنور يوم الدِّين.

3/661ــ وعَن عَوفِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «خِيَارُ أَئِمَّتكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونهم ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ ويَلْعَنُونكُمْ» قالَ: قُلْنَا يا رَسُولَ الله، أَفلا نُنَابِذُهُمْ؟ قالَ: «لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ. لا، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصَّلاةَ». رواه مسلم.

قوله: «تُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ»: تَدْعُونَ لَهُمْ.

غريب الحديث:

ننابذهم: ننقض بيعتهم، ونخرج عليهم.

هداية الحديث:

1) الأئمة ينقسمون قسمين:

ــ قسمٌ وُفِّقوا وقاموا بما يجب عليهم، فأحبَّهم النَّاسُ، وأحبُّوا النَّاسَ، وصار كلّ واحد منهم يدعو للآخر، وهم خيار الأئمة.

ــ وقسمٌ هم شرار الأئمة، يبغضون النَّاسَ، والنَّاسُ يبغضونهم، ويسبّون النَّاسَ والنَّاسُ يسبّونهم.

2) حثّ ولاة الأمور علىٰ العدل في الرعيّة، وحثّ النَّاسِ علىٰ طاعة ولاة الأمر في غير معصية، لتقوم مصالحهم، وتتحقق الألفة بينهم.

4/662 ــ وعنْ عِيَاض بنِ حِمارٍ رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ، ورَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ القَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَىٰ ومسلِمٍ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيالٍ». رواه مسلم.

غريب الحديث:

مُقْسِطٌ مُوَفَّق: عادل مهتدٍ لما فيه التوفيق والصلاح.

هداية الحديث:

1) من أراد الله تعالىٰ به خيراً من الولاة وفَّقه للعدل بين الرعيّة، فالعدل من علامات التوفيق.

2) الحثّ علىٰ معاملة جميع الناس برفق ولطف.

3) إن العدل والإحسان والرحمة والعفَّة، من مكارم الأخلاق التي توجب الجنّة.