قال الله تعالىٰ: {تِلكَ ٱلدَّارُ ٱلأٓخِرَةُ نَجعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّا فِي ٱلأَرضِ وَلَا فَسَادا وَٱلعَٰقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ} [القصص: 83].
1) النهي عن طلب الإمارة إذا قَصَدَ طالب الإمارة قصداً سيئاً، كأن يعلو علىٰ الناس، ويملك رقابهم، فيأمر وينهىٰ بالباطل.
2) المتقون هم الذين لهم العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة.
1/674 ــ وعن أبي سعيدٍ عبدِ الرحمن بن سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبدَ الرَّحمن بن سَمُرَةَ، لا تَسأَلِ الإمارَةَ؛ فَإنَّكَ إن أُعْطِيتَهَا عَن غَيْرِ مَسْأَلَةِ أُعِنتَ عَلَيْها، وإن أْعطِيتَها عَن مَسأَلَة وُكِلْتَ إلَيها، وإذَا حَلَفتَ عَلىٰ يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيرها خَيراً مِنهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيرٌ، وَكَفِّر عَن يَمينِكَ». متفقٌ عليه.
1) إنَّ من الورع والدِّين ألا يطلب الإنسان شيئاً من الوظائف والمناصب، لأن مَن طلبها يوكل إلىٰ نفسه، لا إلىٰ عون ربه.
2) من جاءه المنصب من غير مسألة، ولا استشراف نفس، أعانه الله علىٰ أداء المسؤولية.
2/675ــ وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إنِّي أَرَاكَ ضَعِيفاً، وَإنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفسي، لا تَأَمَّرَنَّ عَلىٰ اثْنَيْنِ، وَلا تَوَلَّيَنَّ مالَ يَتِيمٍ». رواه مسلم.
3/676ــ وعنه قال: قلت: يا رسولَ الله، أَلا تَستَعمِلُني؟ فَضَرَبَ بِيَدهِ عَلىٰ مَنْكِبي ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إنَّكَ ضَعِيف، وَإنَّها أمانَةٌ، وإنَّها يَومَ القِيامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بِحَقِّها، وَأَدَّىٰ الذي عَلَيه فِيها». رواه مسلم.
1) يُشترط للإمارة أن يكون القائم فيها قويّاً وأميناً، {إِنَّ خَيرَ مَنِ ٱستَٔجَرتَ ٱلقَوِيُّ ٱلأَمِينُ} وإذا لم يتحقق كمال الأوصاف، فإنه يُولّىٰ الأمثل فالأمثل.
2) عظم مسؤولية الإمارة، فهي أمانة عظيمة ومسؤولية خطيرة، فعلىٰ من ولِيَها أن يرعاها حقّ رعايتها، ولا يخُونَ عهد الله فيها.
3) علىٰ المسلم أن ينصح أخاه إذا رأىٰ فيه نقصاً، أو ضعفاً عن المسؤولية، فانظر وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذرّ رضي الله عنه ونصحه إياه بالابتعاد عن الإمارة؟!.
4/677 ــ وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّـكُم سَتَحرِصُونَ عَلىٰ الإمارَة، وَسَتكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ». رواه البخاري.
1) إن الحرص علىٰ الإمارة وحبّ الشرف والجاه يُفسد دين المرء.
2) العاقل من نظر إلىٰ عواقب الأمور في الدار الآخرة، فترك كل ما يضرّ بآخرته.