اللغات المتاحة للكتاب Indonesia English

كتاب الأدب

84 ــ باب الحياء وفضله والحثِّ على التخلق به

فائـدة:

الأدب: هو مجموع الأخلاق التي يتحلىٰ بها الإنسان، فهو الحلية الباطنة للإنسان.

والحياء: صفةٌ في النفس تحمل الإنسان علىٰ فعل ما يجمِّل ويزيِّن، وترك ما يُدنّس ويشين، والحياء من الإيمان.

1/681 ــ عنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رسولَ الله مَرَّ عَلىٰ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ في الحَيَاءِ، فَقَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ فَإنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإيْمَانِ». متفق عليه.

غريب الحديث:

يَعِظُ أخاه في الحياء: ينهاه ويزجره عن كثرة الحياء.

هداية الحديث:

1) الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي، فعلىٰ المسلم التخلّق بالحياء والأدب، مع الله تعالىٰ، ومع عباده.

2) وجوب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعدم تأخير النصح عن وقته.

2/682ــ وعن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الحَياءُ لا يَأْتِي إلَّا بخَيْرٍ». متفقٌ عليه.

وفي روايةٍ لمسلم: «الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّه» أوْ قَالَ: «الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ».

هداية الحديث:

1) الحثّ علىٰ التخلُّق بخلق الحياء، فهو خير للفرد والمجتمع، لما يحمل عليه من فعل المليح، وترك القبيح.

2) إن الحياء الذي هو خير لا يمنع من قول الحقّ، والعمل به.

3/683 ــ وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله قال: «الإيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إلهَ إلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الأَذَىٰ عَنِ الطّرِيقِ، وَالحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ». متفقٌ عليه.

«الْبِضْعُ»: بكسرِ الباءِ، ويجوز فتحها، وَهُوَ مِنَ الثَّلاثَةِ إلىٰ العَشَرَةِ. «وَالشُّعْبَةُ»: الْقِطْعَةُ وَالخَصلَةُ.

«وَالإماطَةُ»: الإزَالَةُ. «وَالأذَىٰ»: مَا يُؤْذِي كَحَجَرٍ وَشَوْكٍ وَطِينٍ وَرَمَادٍ وَقَذَرٍ وَنحْوِ ذلكَ.

هداية الحديث:

1) الإيمان شُعَبٌ كثيرة، بيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم علىٰ وجه التفصيل؛ ليجتهد العبد في معرفتها، والعمل بها، وبقدر التحقق بهذه الشعب علماً وعملاً، يزداد إيمان العبد.

2) فضل كلمة التوحيد، فهي أعظم شُعَبِ الإيمان.

3) الحياء من شُعَبِ الإيمان، وهو مندرج في جملة الآداب، وهذا يدل علىٰ أن التحقق بالآداب من خصال الإيمان.

فائدة:

الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان:

ــ حياءٌ من الله، يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله، وأن ينتهي عمّا نهىٰ الله عنه.

ــ وحياءٌ من الناس، يوجب للعبد أن يستعمل المروءة، وأَنْ يفعلَ ما يُجمّلُه ويزيّنُه، ويتجنبَ ما يدنّسُه ويشينهُ.

4/684 ــ وعن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيّ رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، فإذا رَأىٰ شَيْئاً يكرهُهُ عَرَفْنَاهُ في وَجْهِهِ. متفقٌ عليه.

قال العلماءُ: حَقِيقَةُ الحَيَاءِ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلىٰ تَرْكِ الْقَبِيحِ، ويَمْنَعُ مِنَ التَّقْصِيرِ فىٰ حَقِّ ذِي الحَقِّ.وَرَوَيْنَا عن أَبِي الْقَاسِمِ الجُنَيْدِ ــ رَحِمَهُ الله ــ قال: الحَيَاءُ رُؤيَةُ الآلاءِ ــ أَيْ: النِّعَمِ ــ وَرُؤْيَةُ التَّقْصِيرِ، فَيَتَوَلَّدُ بَيْنَهُمَا حَالَةٌ تُسَمَّىٰ حَيَاءً.

غريب الحديث:

العذراء: هي البكر التي لم تتزوج.

خِدْرِها: ناحية في البيت يُترك عليها ستر، ويُضرب به المثل في السِّتر.

هداية الحديث:

1) علىٰ العبد أن يتأسّىٰ برسول الله في الحياء، لأن الحياء خلقٌ كريم.

2) الحياء الذي يمنع من السؤال عمّا يجب السؤال عنه حياءٌ مذموم، ولا ينبغي أن نسمّيه حياء، بل هو جبن وضعف وتخذيل من الشيطان.